بروسلى ... الاسطورة التى تحيا من جديد

بعد 30 عاماً على وفاته
الكمبيوتر يستعيد أسطورة بروس لي في فيلم «مقاتل التنين»
بدأ حياته نادلاً ثم أصبح أشهر ممثل في أفلام الكونج فو
-----------------------------------

رغم
مضي 30 عاما على وفاة الممثل الصيني بروس لي بطل الكراتيه و فنون القتال
الا انه سوف يعود لنا بفيلم جديد قريبا حيث تقوم شركة كورية باستخدام
تقنية CGI التي استعملت في فيلم «فاينل فانتازي» بجعل بروسلي البطل
الرئيسي في فيلم عنوانه Dragon Warrior او «مقاتل التنين» الذي سيكون اول
فيلم يقوم ببطولته ممثل ميت !!! وقد قامت الشركة بالتفاهم وشراءحقوق صنع
شكل بروس لي من عائلته بواسطة تقنية (CGI).
الجدير بالذكر ان الفيلم
فكرة ستنفذ قريبا بعد 4 سنوات من التخطيط ومن المحتمل ان يتم دبلجة الفيلم
إلى عدة لغات من بينها الانجليزية.
عزيزي القارئ : ماذا تعرف عن هذا
الممثل الذي مات قبل اكثر من 30 عاما؟؟ ستجد الاجابة من خلال الاسطر
القليلة القادمة.. اسمه بروس لي Bruce Lee صيني الأصل واسمه الحقيقي
وبالصينية Yam Lee ويلقبه الصينيون ب Siu Lung Lee أي التنين الصغير.
ولد
التنين الصغير أو ملك الكاراتيه في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية
كاليفورنيا الأمريكية عام 1940 وبعد اشهر قليلة من ولادته عادت عائلته إلى
هونج كونج. ومثل عدة افلام رغم انه لم يتجاوز السادسة من عمره وكان لوالده
الذي يعمل في المجال الفني دور كبير في هذه البداية المبكرة.
عندما بلغ
بروس لي الثانية عشرة من عمره بدأ بتلقي الدروس الخاصة بفنون القتال وتعلم
على يد المعلم الصيني «سيفو» الذي كان يعتبر اسطورة في فنون القتال
والكونج فو، ورغم ان التدريبات كانت قاسية جدا الا انه استطاع ان يستمر في
مراحل التدريب المختلفة وأن يساعد والده الذي يعمل في صناعة الافلام.
عندما
بلغ الثامنة عشرة من عمره عاد إلى مدينة سان فرانسيسكو الامريكية ولم يكن
معه وقتها سوى 100 دولار فقط، وبدأ الدراسة في جامعة واشنطن حيث تخصص في
الفلسفة وهناك تعرف على « ليندا» زميلته في القسم والتي تزوجها فيما بعد.
وعمل في تلك الفترة نادلا في احد المطاعم الصينية مقابل الغذاء والمأوى
لكنه اراد مصدرأ اقوى للدخل فافتتح مدرسته الخاصة لتعليم فنون القتال و
نجح في اغراء العديد من الطلاب الجامعيين لتعلم فنون الدفاع عن النفس
واكتظت مدرسته بالطلاب الذين وصلوا من اماكن مختلفة
بعد ان ذاع صيت المدرسة الجديدة.
واستطاع
بروس لي ان يزيد من عدد الطلاب بعد ان شارك في احدى البطولات الخاصة بفنون
القتال وبرهن خلالها انه الافضل والاقوى، واصبح الشاب الصيني حديث الشارع
في امريكا واستطاع احد المنتجين في هوليود ان يقنعه لاداء دور في احد
المسلسلات التلفزيونية وكانت تلك التجربة بمثابة البوابة التي مكنته من
الوصول للشهرة.
بعد زواجه بفترة قصيرة قرر ان يحول مدرسته الصغيرة إلى
معهد متكامل يتم فيه تعليم كل انواع فنون القتال والدفاع عن النفس وعلم
الناس ان بروس لي سيقوم بتدريس فنون «الكونج فو» السرية لكل طلابه، ووصل
هذا الخبر إلى اساتذة اللعبةالصينيين الذين حاولوا منعه بحجه ان هذه
الفنون خاصة بالصينيين فقط ولا يحق لأي اجنبي تعلمها كما انها تتوارث اباً
عن جد ولا تكتب قواعدها في الكتب خشية انتشارها لكن بروس لي رفض
اعتراضاتهم وقال ان من حق الجميع ان يتعلم فنون القتال مهما كان اصلها
وانه يريد ان ينشر الثقافة الصينية لمن يطلبها فهي من حق الجميع.
وتسبب قراره هذا بأزمة في اوساط المعلمين الصينيين الذين وضعوه مجددا امام خيارين لا ثالث لهما.
الأول
ان يكتفي بتدريس الطلاب الذي ينحدرون من اصول آسيوية فقط أو أن يمتنع عن
التدريس نهائيا ويغلق المعهد لكن بروس لي رفض مجددا وأصر على الاستمرار في
تعليم طلابه كل فنون القتال التي كان يعرفها عندها لم يكن امام جمعية
المعلمين الا حل واحد فقط وهو اقامة مباراة في الكونج فو تجمع بين بروس لي
وأحد ابطال اللعبة الصينيين وهذه الطريقة في فض النزاعات تعود لتقاليد
صينية قديمة ارغمت بروس لي على الموافقة.
وفي يوم المبارة وصل خصم بروس
لي ويدعى وونغ جاك مان وهو احد ابطال اللعبة وتحددت شروط المباراة وكانت
واضحة للطرفين وغير قابلة للنقاش وهو ان يتوقف بروس لي عن تدريس لعبة
الكونج فو في معهده في حال خسارته لكن ان فاز فبإمكانه تعليم اسرار اللعبة
لمن يشاء، وبدأت المباراة الشرسة في مكان خصص لها بعيداً عن الأضواء
واستطاع بروس لي ان يفوز على خصمه بصعوبة كبيرة رغم ان اسلوبه القتالي
يسقط اقوى الرجال خلال ثوان على حد زعمه.
ورغم الفوز الذي مكنه من
الاحتفاظ بمعهده التدريبي الا انه فكر بعدها في تطوير اللعبة وتطعيمها
بحركات من العاب قتالية اخرى وكان تلك بداية فن «جيت كون دو» المعروف كما
الف عدة كتب تشرح فنون هذا الفن القتالي وتبسط طريقه تعلمه وبعد سنتين من
هذه الاحداث يتوفى والده في هونج كونج ويسافر هناك لحضورجنازة والده
ويقابل ريموند شاو وهو مخرج سينمائي تربطه صداقة بوالد بروسلي وبعد عدة
محاولات نجح في اقناع بروس لي بأن يدخل عالم السينما خصوصا وان الافلام
الآسيوية لا تكلف اموالا طائلة مثل افلام هوليوود كما ان كل الامكانيات
متوفرة.
كان اول دور بطولة لبروس لي في فيلم الزعيم (The Big Boss)،
ونجح الفيلم بشكل لم يكن يتخيله المخرج ريموند شاو واصبح لبروس لي قاعدة
جماهيرية عريضة بعد فيلم واحد فقط... هذا النجاح شجع ريموند لصنع عمل آخر
وافق بروس لي على المشاركةفيه وكان فيلم قبضة الغضب (Fists of Fury) وكانت
المفاجأة أن الفيلم الجديد حطم كل الأرقام التي وصل لها الفيلم الأول
واستمر بروس لي على هذا الطريق بعد ان وصل للشهرة واصبح يختار افلامه
بعناية خشية ان يخسر جماهيره وقام بأدوار البطولة في عدة افلام منها عودة
التنين (Return of the Dragon) ثم لعبة الموت Game of Death وغيرها الكثير
من الافلام التي لم تنس إلى اليوم ولكنه كان يرهق نفسه كثيرا في مواقع
التصوير خاصة وانها اعمال تتطلب الحركة والخفة والتركيز الشديد ولهذا كان
يصاب بحالات إغماء مفاجئة أثناء العمل اضطر بعدها ان يوقف كل انشطته
الفنية.
تلك الفترة كانت الأخيرة في حياة بروس لي الذي اكتشف انه مصاب
بمرض عضال يهدد حياته وظل يعاني من هذا المرض لفترة طويلة إلى أن توفي عام
1973 في مستشفى الملكة اليزابيث بهونج كونج عن عمر يناهز ( 32 عاما)وانتهت
بذلك قصة احد اشهر الممثلين الذين ترسخ اسماؤهم في الذاكرة وكل من احب
افلام بروس سينتظر بشغف موعد الفيلم الجديد الذي ستطرحه الشركة الكورية
لبروس لي وربما ينجح الكمبيوتر في صنع عنصر التشويق والاثارة الذي افتقده
عشاق السينما بوجود مئات الافلام التجارية الهابطة.



* الجزيرة ياسر البريكان