أشار الله تعالى في كتابه العزيز إلى من كان يستحق الجنة قال تعالى (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ،
كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون). إن الإيمان والعمل مقرونان ببغضهما البعض لا يتفرقا. وقال تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فان الجنة هي المأوى).
إن هذه القواعد هي مفاتيح للجنة إيمان وتقوى وعمل وإخلاص لله تعالى على موافقة السنة النبوية.
إن أهل هذه الأصول هم أهل البشرى وهم أهل لمفاتيح الخير ومفاتيح الجنة وعليها تدور البشارة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اخبرنا بان الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل . وتجتمع هذه الأصول على إخلاص طاعة الله وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. يا طالب الجنة عليك بالإخلاص لله تعالى والعمل بكتابه والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم. (وأطيعوا الله ورسوله).وكان معروف الكرخي يضرب نفسه ويقول: يا نفس اخلصي وخالصي. وقال أبو سليمان: طوبى لمن صحّت له خطوة واحده لا يريد بها إلا الله تعالى. أما إن كان العمل مشوب بالرياء وحب الظهور فهذا يحيط العمل.لذلك الإخلاص يضاده الإشراك فمن كان مشرك فهو غير مخلص. لذلك كان الإخلاص في التوحيد يضاده الشرك. والشرك منه جلي. ومنه خفي. فما علينا إلا أن نخلص لله تعالى حتى ننال مفتاح الجنة.
وقيل: من سلم له في عمره لحظة واحدة خالصة لوجه الله تعالى نجا. وذلك لعزة الإخلاص.
وقيل لسهل: أي شيء اشد على النفس؟ قال: الإخلاص وقيل أيضا: بان ركعتان من عالم أفضل من سبعين ركعة من جاهل, وأريد به العالم بدقائق آفات الأعمال حتى يخلص عنها. أما الجاهل ينظر إلى ظاهر العبادة ودينار من الذهب الذي يرتضيه الغبي . ان العمل الذي لا يريد به إلا الرياء وحب الظهور فهو قاصم للظهور , وهو على صاحبه لا له. فلا يجلب مفتاح للجنة وهو يسبب للعقاب والعذاب, أما العمل الخالص لوجه الله تعالى يسبب للثواب ولدخول الجنة. ولا جدال في هذا.وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم "من اخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه". إن قمة الإخلاص مراقبة الله تعالى في السر والعلن كما قال الشاعر:
اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل على رقيب .. ولا تحسبن الله يغفل ساعة * ولا أن ما تخفيه عليه يغيب . والحج كذلك مفتاح من مفاتيح الجنة والعمرة كفارة للذنوب كما قال عليه الصلاة والسلام "الحجة ثوابها الجنة, والعمرة كفارة لكل ذنب". لهذا أوصيكم جميعا ونفسي وبالذات الحجاج بتقوى الله تعالى احرصوا على أعمالكم في الحج حتى ترجعوا كما ولدتكم أمهاتكم لتحصلوا على مفاتيح الجنة بإذن الله تعالى. اعملوا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. "من حج هذا البيت فلم يرفت ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
اعلم أيها الحاج انك تستطيع أن تملك مفاتيح الجنة بإذنه تعالى لان أفضل الجهاد الحج المبرور. والحج جهاد الضعيف, والسفر فيه الصحة, والجهاد فيه الغنيمة والحج فيه الاستغناء . ويغفر الله للحجاج ولمن استغفر له الحاج.كما اخبرنا صلى الله عليه وسلم فكونوا مفاتيح للخير ومغاليق للشر ومفاتيح الخير هي مفاتيح الجنة بإذنه تعالى.
جعلنا الله وإياكم مفاتيح للخير ومفاتيح للجنة..